languageFrançais

ثوابت الدبلوماسية التونسية ومبادئها

أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد، خلال لقائه أمس الأربعاء 11 ديسمبر 2024 بقصر قرطاج، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، "على دور الدبلوماسية التونسية في هذه الفترة بناء على ثوابتها"، وفق نص البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية.

وشدّد رئيس الدولة على "أن العالم اليوم يشهد تطورات متسارعة غير مسبوقة ويجب أن تكون الدبلوماسية التونسية مستشرفة لكل الأوضاع التي يمكن أن تستجدّ للذود عن مصالح تونس"، وفق نص البيان .

كما تطرّق رئيس الجمهورية كذلك إلى ضرورة مضاعفة البعثات الدبلوماسية والقنصلية لجهودها من أجل مزيد الإحاطة بالتونسيين بالخارج وإسداء الخدمات لهم في أحسن الظروف وفي أقصر الآجال.

ثوابت الدبلوماسية التونسية

تمثّل الدبلوماسية التونسية الأداة التنفيذية للسياسة الخارجية للدولة، التي يضبطها رئيس الجمهورية استنادا إلى جملة من الثوابت الوطنية التي تشكّل الإطار العام للعمل الدبلوماسي ومنهجه في خدمة المصالح العليا لتونس على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف وتعزيز حضورها على الساحتين الإقليمية والدولية.

وترتكز ثوابت السياسة الخارجية التونسية على جملة من المبادئ، تتمثل في الحفاظ على المصالح العليا للوطن والتمسك بمبدأ السيادة الوطنية، رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الالتزام بإقامة علاقات ثنائية وفق مبدأ الاحترام المتبادل، التمسّك بالشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة من أجل تحقيق الأمن والسلم الدوليين، والتمسّك بالأساليب السلمية لتسوية الخلافات والنزاعات، ونُصرة القضايا العادلة والقيم الكونيّة وتعزيز التضامن بين الدول والشعوب.

مبادئ مضمّنة في الدستور

وقد تم تضمين هذه المبادئ في دستور 25 جويلية 2022، الذي جاء في توطئته: رفض تونس الدخول في تحالفات في الخارج ورفضها التدخل في شؤونها الداخلية وتمسّكها بالشرعية الدولية وانتصارها للحقوق المشروعة للشعوب التي من حقّها، وفق هذه الشرعية، أن تقرر مصيرها بنفسها وأوّلها حق الشعب الفلسطيني في أرضه السليبة وإقامة دولته عليها بعد تحريرها وعاصمتها القدس الشريف"، وهو ما يعكس تجذّر السياسة الخارجية التونسية في مبادئها وتمسّكها بثوابتها.

وأكّدت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، في هذا الصدد أنه انسجاما مع هذه الثوابت، تعمل تحت إشراف رئيس الجمهورية، على مزيد تطوير العمل الدبلوماسي وتعزيز قدرته على التحرك والمبادرة من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف متمثلة في تعزيز مكانة تونس في محيطها المباشر وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، مع الحفاظ على مقوّمات السيادة الوطنية.

كما تعمل الخارجية التونسية على تطوير وتنويع علاقات التعاون والشراكة المتضامنة مع الدول الشقيقة والصديقة والانفتاح على الاقتصاديات الواعدة، و تعزيز حضور بلادنا في الخارج على المستويين الاقتصادي والثقافي، عبر تطوير آليات الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية ووضع خطة عمل في الغرض على مستوى البعثات بالخارج.

أيضا تسعى إلى تفعيل دور تونس في نصرة القضايا العادلة وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية، وتكريس مبادئ التضامن الإنساني والتآزر بين الدول وإشاعة السلم والأمن في العالم، والعمل على تكريس القيم الكونية، خدمة لمبادئ السلم والأمن والتنمية المستدامة.

كما تهدف إلى الدفع باتجاه إرساء شراكات جديدة تقوم على التكامل والتكافؤ، من أجل العمل على تقليص الفجوة الاقتصادية بين الدول وتنفيذ حلول عملّية لتخفيف عبء الديون الخارجية على الدول النامية، بالإضافة إلى المساهمة في بلورة مقاربات جديدة تكرّس إرساء علاقات دولية أكثر توازنا وإنسانية، بما يكفل تحقيق التنمية والازدهار لفائدة كافة شعوب الأرض.

خليل عماري